سلوك المخاطرة على الانترنت
يمثل سلوك المخاطرة على الانترنت جزءا من عملية النمو التي يواجهها الوالدان في كافة الجوانب المتعلقة بسلامة الطفل بما فيها الانترنت. وبسبب سمة التخفي والسرية التي يتميز بها الانترنت، فإن كثيرا من الأطفال في سن المراهقة وما قبل المراهقة يشاركون في غرف الدردشة "المثيرة" بالنسبة إليهم. وهم لا يتوانون عن المحادثة مع أشخاص يصفونهم بالـ"منحرفين" أو "الفاسدين" ويثيرون معهم تحديات ومواجهات قد تبلغ التواعد معهم وغير ذلك.
من الامور التي تتطلب منك التامل هي عند ملاحظتك الاضطراب أو السرية التي يظهرها الطفل عندما تفاجئه وهو يستخدم الانترنت أو انه يعمد الى غلق الشاشه اذا ما اقتربت منه فجأه او اي سلوك يدل على ان الطفل لا يريد لك ان ترى مايوجد على الشاشه. فذلك ليس سلوكا مقبولا ولا آمنا. أوضح لطفلك بشكل قاطع إنها ليست مسألة مراقبة ولا مسألة ثقة وإنما مسألة سلامة فحسب، شأنها شأن منعه من قيادة الدراجة في أماكن خطرة.
تناقش مع أطفالك بصراحة ووضوح، عبّر لهم عن مشاعرك وسبب مخاوفك. اعقد اتفاقا صريحا وواضحا بينك وبين أطفالك حول استخدام الانترنت. استعلم أبوة آخرين عن الأساليب التي يستخدمونها لحماية أطفالهم. استخدم خيارات الرقابة الأبوية على الانترنت وراقب المواقع التي يزورها أطفالك للتأكد من توقف هذا السلوك. إذا استمرت المشكلة فمن الممكن ان تمنع طفلك من استخدام الانترنت إلى أن تتوصل إلى اتفاق واضح معه وخطة سليمة لاستخدام الانترنت بشكل ايجابي وفعال وآمن.
طالع الانترنت بنفسك، فذلك يفتح مجالا للتواصل بين الوالدين والأطفال حول الانترنت. فالأطفال يرغبون في إدراكك لأهمية الانترنت بالنسبة إليهم. والانترنت أكثر إغراء بالنسبة لهم من التلفزيون وسريعا ما يتحول إلى أداة لا مثيل لها بل وصديق وربما مضيعة للوقت. ولذلك عليك أن تأخذ زمام المبادرة في هذا المجال وتكون قادرا على توجيه أطفالك بين دهاليز هذا العالم الشاسع المسمّى الانترنت، وذلك بالتمكّن من استخدام هذه الأداة والتمييز بين سلبياتها وإيجابياتها ومعرفة متى تضع الحدود الفاصلة ومتى تفرض القيود الآمنة على استخدام أطفالك للانترنت وكذلك لتقييم مدى استفادتهم منها وتشجيعهم على استغلالها لتنمية معارفهم وتوسيع خبراتهم ومداركهم وتوجيههم ووقفهم متى انحرف استخدامهم لها عمّا ينفع إلى ما يضرّ.