بقلم: عبدالله القاق
وسط انجازات كبيرة ومكتسبات وطنية قومية تحتفل الأسرة الأردنية اليوم بعيد ميلاد قائد المسيرة الأردنية الخامس والأربعين- فقد خطت المملكة الأردنية الهاشمية خطوات واسعة وراسخة نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي واستطاع جلالته بفكره الثاقب ورؤيته المستنيرة ان يرسي دعائم الاصلاحات والديمقراطية والحرية في جميع مناحي الحياة بالاردن، والارتقاء بالانسان وتحسين مستواه وضرورة الانفتاح والتسامح ونبذ العنف والارهاب والانطلاق في مضمار التحديث الاجتماعي والثقافي والاعلامي بما يتفق وتراث المملكة وثوابتها وقيمها.
لقد سعى جلالته في عهده الميمون الى التحاق الاردن بركب العولمة ليعزز الانفتاح الاقتصادي وتحرير الاقتصاد الاردني بالشكل الذي يسمح له بالاندماج بالاقتصاد العالمي، لقد اسهم جلالته في دعم القضية الفلسطينية وحقن دماء الفلسطينيين ومد يد المساعدة لهم.
والاسهام في بلورة موقف فلسطيني موحد يهدف الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس فضلاً عن سعيه المخلص من اجل تحقيق الامن والاستقرار في العراق عبر لقاءات متعددة مع قادة الاحزاب والمكونات العراقية العديدة والتي التقى بها جلالته في الاردن اكثر من مرة.
فالأصالة والتقدم شكلا الهاجس الأساسي في فكر جلالة الملك عبد الله فهو يرى فيهما خطين يسيران معاً، فلا حياد عن الاول ولا تقصير عن الثاني وعلى هذين الخطين المتوازيين سار قطار التنمية الاردنية التي اخدت بايجابيات سواقي النظم المعاصرة لتصب في نهر الواقع وتساهم في إرواء الشخصية الحضارية وقد اولى جلالته البناء العصري للاردن ايلاءاً كبيراً، حيث بذل جلالته خلال السنوات الثماني الماضية دوراً كبيرا في عصرنة الدولة واستكمال كافة شروط البناء الذي يرى جلالته انه لايمكن استكمال مقوماته الا بالمشاركة الواعية والتي جاءت وفق مسار طبيعي تضيئه استلهامات فكر جلالته للاعراف والتقاليد وخصوصية المجتمع الاردني بكل ما تحمل من مضامين الالتزام والهداية لان هذه التجارب الانسانية التي قادها جلالته اكدت وما زالت تؤكد ان اسلوب التقليد المجرد اسلوب عقيم وان اسلوب الطفرة والقفز فوق الواقع العملي والطرق الموضوعية لاي مجتمع يؤدي دائما الى مخاطر جسيمة، لهذا فقد رفض جلالته التقليد او الاخذ بالانظمة الطفرة واسس اسلوبا صحيحا عبر مسيرة تنموية رائدة تواكب منطق التطور والانفتاح على رحابه الواسعة وصولا نحو الاهداف المرموقة بخطى واثقة وثابتة. وانطلاقاً من الفهم العقلاني العميق لجلالته، فقد اسهم جلالته بسياسة بناء المواطن واعداده للمشاركة بالرأي فيما تبذله الحكومة من جهود بناءة لتنفيذ خططها الرامية إلى دفع عملية بناء الاسس الاقتصادية والاجتماعية لتجذير الديمقراطية الأردنية الحقة لكون جلالته ينطلق من ضرورة المشاركة الشعبية العريقة في البلاد، فضلا عن ان جلالته استلهم النمو الحتمي وتطور الانسان وتجارب الشعوب ضمن معطيات البيئة الاسلامية المعاصرة.
فمشكلة المواطنين الواعية كما يراها جلالة الملك عبد الله الثاني تشكل عونا للحكومة وليس عبئا عليها لان المشاركة تتعدى دائرة اتخاذ القرارات إلى نتائجها ومؤثراتها. ولذلك فان نجاح هذه المشاركة وانجاز دورها على اكمل وجه يتطلب توفير مقوماتها.
* كاتب و صحافي اردني.
abdqaq@wanadoo.jo مقالات اخرى للكاتب