نيكولاس نغروبونتي مؤسس منظمة "لابتوب لكل حدث". (إي بي)
من إلايزا وولتن، مراسلة نشرة واشنطن
واشنطن، 27 تموز/يوليو، 2006- قال نيكولاس نغروبونتي، مؤسس ورئيس مجلس المنظمة غير الربحية "كمبوتر الحضنلكل حدث،" (لابتوب) إن مفتاح تحسين التعليم يكمن في توزيع أجهزة كمبيوتر شخصية صغيرة سعر كل منها 100 دولار على الأحداث في جميع أنحاء العالم.
ونغروبونتي، الذي أعرب عن هذا الرأي في كلمة ألقاها في منظمة الدول الأميركية في 25 تموز/يوليو، هو أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنشأ برنامج توزيع أجهزة الكمبيوتر لمعالجة أمر عدم تمكن سكان المناطق الفقيرة والريفية من التوصل إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر.
وخلص الأستاذ الجامعي إلى أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع ثمن جهاز كمبيوتر الحضن(لابتوب) ومحدودية قدرة مستخدميه على تشاطر استخدامه. وتهدف منظمته إلى معالجة هذا الافتقار إلى أجهزة الكمبيوتر من خلال الجهاز الذي يبلغ ثمنه 100 دولار، وتمول إنتاجه مجموعة من الشركات الأميركية وتشتريه حكومات الدول المشاركة في البرنامج بسعر الكلفة.
وتشبه مبادرة "جهاز كمبيوتر الحضنلكل حدث" بعض برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وغيرها من الوكالات الحكومية الأميركية. فعلى سبيل المثال، "مبادرة الحرية الرقمية" التي أطلقتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، شراكة حكومية-خاصة تساعد في تمويل اتصال أصحاب المشاريع التجارية ومؤسسات الأعمال الصغيرة في الدول النامية مع الآخرين من خلال الإنترنت.
وتساعد بعثة الولايات المتحدة إلى منظمة الدول الأميركية في تمويل "البوابة التعليمية للدول الأميركية"، التي تشجع "التعليم عن بعد،" وتهدف إلى تحقيق مزيد من المساواة في التعليم لأولئك الذين ما كانوا سيتمكنون من الحصول عليه لولا ذلك، خاصة في المناطق الريفية.
وقال نغروبونتي: "هذا المشروع في جوهره مشروع تعليمي، لا مشروع أجهزة كمبيوتر شخصية صغيرة." واعتبر قضية التعليم أساسية للتنمية والسلام وغيرها من الأهداف الهامة. وأضاف: "مهما كانت المشكلة العالمية التي يعالجها المرء... يشتمل الحل دوماً على التعليم." ولكنه يعتقد أن الأحداث سيتعلمون أكثر ما سيتعلمون من خلال استخدام التكنولوجيا، كأداة لتحصيل العلم وكنافذة على العالم أيضا.
وكمثال على ذلك، نوه نغروبنتي بالأحداث الذين يتعلمون كيفية ابتداع برنامج كمبيوتر لرسم دائرة. فنظراً لكون جهودهم نادراً ما تحقق النجاح منذ المحاولة الأولى، يتعلمون كيف يعيدون ابتداع البرنامج وكيف يزيلون الأخطاء ويصححون برنامجهم. ويبدأ هؤلاء الأحداث في التركيز بعد ذلك على أخطائهم في مجالات أخرى في دراستهم أيضا، ويعملون بصورة تلقائية على تحسين مستواهم بدل الشعور بالرضى عن مستوى أداء أقل.
ونتيجة لذلك، يكتسب الأحداث فهماً أعمق لما يعنيه عملهم. وأكد على أن الأحداث يحتاجون إلى القيام بعملية الخلق لا مجرد تبليغهم ما يجب عليهم تعلمه. وقد أطلق على العملية اسم "تعلم كيفية التعلم."
ويتم التوصل إلى إنتاج جهاز كمبيوتر الحضنبمئة دولار فقط من خلال العمل بدون ربح وإلغاء جميع الإضافات غير اللازمة، بما فيها حملات التسويق، وتجميع كميات كبيرة من أجهزة الكمبيوتر. وقدر نغروبونتي بأنه سيتم استهلال البرنامج بتوزيع 5 ملايين جهاز كمبيوتر على الأقل، وأعرب عن أمله في أن يزيد ذلك العدد إلى 100 مليون جهاز في العام التالي. وتكهن بأن سعر الأجهزة سيتدنى مع تحسن تصميمها.
ولكن نغروبونتي أكد على أن السعر المنخفض لا يعني نوعية سيئة. وقال حول ذلك: "ربما عثرتم على (هذا الجهاز) في متحف الفن الحديث."
وقد جاء آخر موديل من هذا الكمبيوتر بلون برتقالي زاه وله هوائيان خارجيان "أذنا أرنب" يرتفعان من جانبيه لالتقاط الموجات اللاسلكية لإتاحة الاتصال بالشبكة العنكبوتية. وللكمبيوتر ذراع إدارة (كرنك) يدوية تعمل على مكيف تيار متردد لتوفير التيار الكهربائي لأن الكثير من مستخدميه لا يعيشون في أماكن تتوفر فيها الطاقة الكهربائية. كما أن هذا الكمبيوتر يتميز بسمة لا توجد في أجهزة الكمبيوتر التجارية، هي عكس نور الشمس لاستخدامه بشكل أفضل في الخارج، علاوة على كاميرا وجهاز صوت ممتاز.
أما الوصول إلى الإنترنت فسيتم عن طريق "شبكة تداخل." ويمكن من خلال شبكة التداخل، توسعة نطاق وصول مقدم خدمات الإنترنت المركزي الذي يوجد في مدرسة ذلك التجمع السكاني، من خلال السماح للمستخدمين بالاتصال بأقرب جهاز كمبيوتر مرتبط بمقدم الخدمات، شريطة ألا يبعد عن الجهاز الآخر أكثر من 600 متر. أما الأحداث الذي يعيشون في أماكن مفرطة في بعدها عن أجهزة الكمبيوتر الأخرى فيمكنهم إضافة جهاز يقوي الإشارة اللاسلكية.
وقد تم اختبار مبكر للأفكار التي دفعت إلى استحداث برنامج جهاز كمبيوتر لكل حدث في العام 2002 من خلال "مبادرة ولاية ماين الخاصة بتكنولوجيا التعليم." فقد قامت ولاية ماين الأميركية آنذاك، بالتعاون مع شركة آبل لأجهزة الكمبيوتر، بتزويد كل طفل في الصفين السابع والثامن في الولاية وتزويد أساتذتهم أيضاً بأجهزة كمبيوتر بحجم الدفتر (نوتبوك) لاسلكية. وما زال البرنامج يعتبر حتى الآن أضخم برنامج من نوعه في العالم.
أما خارج الولايات المتحدة، فقال نغروبنتي إن كوستا ريكا هي "أنجح نموذج" على استخدام أجهزة الكمبيوتر في التعليم. وكانت مؤسسة عمر دنغو قد بدأت هناك برنامجاً في العام 1987 ببعض الدعم من مختبر وسائل الاتصال في معهد ماستساتشوستس للتكنولوجيا، سرعان ما حقق نجاحاً مستديماً لا يستهان به. وجاء في موقع المؤسسة الإلكتروني أن المشروع يدخل تكنولوجيا الكمبيوتر وسبل التعليم وتحصيل العلم المبتكرة إلى مدارس البلد الحكومية، مع التأكيد على تدريب المعلمين. وقد وصل هذا البرنامج إلى حوالى 1,5 مليون تلميذ وأستاذ في محاولة لتحسين التعليم وتحصيل العلم في المناطق الريفية وسد الفجوة بين التلاميذ في المناطق الريفية والمناطق الحضرية. ويود نغروبونتي استخدام هذا البرنامج كنموذج لبرامج أخرى في المنطقة.
وقد أعرب معظم الدول عن بعض الاهتمام بالبرنامج. ولكن البرنامج سيصب اهتمامه في المرحلة الراهنة على الدول الأكبر لاستهلال انطلاقه فيها، وهو الانطلاق المقرر في العام 2007. وقد تقرر أن تكون الأرجنتين والبرازيل الدولتين الأميركيتين اللاتينيتين اللتين ستبدأ فيهما برامج تجريبية. أما في إفريقيا، فستكون نيجيريا ومصر أول دولتين تشاركان في البرنامج؛ في حين أن الصين والهند وتايلاندا هي الدول الآسيوية التي ستشارك في البرنامج عند استهلاله.
وقال نغروبونتي إن إطلاق البرنامج في ثلاث قارات كان متعمدا. فهو يريد إتاحة الفرصة أمام أحداث من دول مختلفة وجذور اجتماعية مختلفة للاتصال مع بعضهم بعضاً عبر أجهزة الكمبيوتر الصغيرة كي يدركوا أوجه التشابه بينهم وبين الأحداث الآخرين في مختلف أنحاء العالم قبل اكتساب الخصال السيئة مثل التحامل وإصدار الأحكام المسبقة.
وخلص الأستاذ الجامعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى القول إن الأحداث قد يكتسبون "مكانة مختلفة تماماً نتيجة لهذا." ذلك أنهم سيصبحون قادرين على تعليم أولياء أمورهم وأساتذتهم كيفية استخدام التكنولوجيا الجديدة ومساعدتهم في الحصول بسرعة أكبر على المعلومات التي تهمهم كأسعار المحاصيل الزراعية.